عن الموقف
السيرة الذاتية للموقف
شعار المؤسسة الجديد

 

الشيخ / سليمان بن عبد المحسن بن عبد الله أبانمي رحمه الله
 
 
على قدر ما يكون الإنسان مكافحًا ينبض قلبه بالعطاء؛ لأنه على مرأى ومسمع من المعاناة والمعايشة..هكذا كان حال المكافح المعطاء؛ الشيخ الوجيه: سليمان أبانمي رحمه الله.
في بلدة «الرويضة» إحدى قرى محافظة «المجمعة» التابعة لمنطقة الرياض؛ ولد الشيخ المعطاء سليمان بن عبد المحسن أبانمي؛ عام 1346هـ (1926م)، في ظروف اجتماعية حالكة، وأوضاع معيشية صعبة.
ترعرع الشيخ رحمه الله في طفولته في كنف والديه، في بلدة الرويضة، وقرأ القرآن كاملًا في الكتاب.. متربيًا على الآداب الإسلامية والخلق الرفيع، والجد والاجتهاد.
انتقل إلى المجمعة مع والده تاركًا والدته وإخوته في الرويضة، حتى عاد إليها عام 1357هـ، يافعًا مشمِّرًا عن ساعديه للكفاح، عازمًا حالمًا متوكلًا، تظهر عليه أمارات النجابة والنباهة.
سمع ذات يوم وهو يَهُمُّ بالتغيير عن فرص التطور في مدينة الرياض، فعزم على الرحيل بحثًا عن الرزق والعيشة الهنيّة التي يرفع بها جاثوم الفقر والحاجة، فأجمع أمره وعزم على الرحيل، بزادٍ بلغ ريالين فقط؛ كانا كل ادّخار والدته رحمها الله لصرفهما على أبنائها. لكنه عزم وانطلق، حتى حط رحاله في الرياض.
 
عمل في البناء أول أيامه، وكسب منه ما ينفق ثلثه ويدخر ثلثيه، ثم التحق بالعمل النظامي، وترقى فيه درجات عليا بتوفيق من الله، ثم لنباهته وكفاءته العالية، وحسن تدبيره وإدارته للمال والأعمال؛ حتى ألم به مرض والدته حتى ألجأه إلى السفر، ليرافقها لتلقي العلاج في «بيروت»، عاد بعد تلقيها العلاج إلى الرياض، ليواصل عمله وتجارته، وبعد إصرار طويل على النجاح، ساق الله إليه صفقة العمر التي حوّلت مجرى حياته؛ فأحسن استغلالها وأحسن إنفاقها، وظل يحسن في إدارة أمواله بتنويع استثماراته ومجالاته، ويحسن إلى الناس من حوله، حتى طرح الله له في ماله بركة واسعة، ارتقى بها إلى أن أصبح أحد أكبر المستثمرين في سوق الأسهم والعقار.
غدا إحسانه مضرب المثل في العطاء، ومن ذلك حبه للأيتام ورأفته بهم.. فقد خصص من ماله اكتتابًا في أسهم، لعشرة آلاف يتيم ويتيمة، ولا تزال هذه الأسهم تنمو حتى هذا اليوم، رحل إلى جوار ربه في عام 1434هـ (2013م)، تاركًا خلفه أوقاف تبقي أثره وتثقّل موازينه